يُعد التضخم الاقتصادي من أهم الظواهر المالية التي تؤثر على استقرار الدول ونموها. فهو ليس مجرد ارتفاع في الأسعار، بل ظاهرة معقدة ترتبط بالسياسات النقدية والمالية، وتؤثر على القوة الشرائية للأفراد والشركات. في هذا المقال، سنتعرف على تعريف التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره واشكاله، بالإضافة إلى طرق قياسه، حساب معدله، ووسائل الحد منه.
تعريف التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره
والآن، نبدأ في تفاصيل المقال المهمة حول التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره، نتناول بعدها الحديث عن اشكال، طرق القياس، حساب المعدل، ووسائل الحد من التضخم.
ما هو تعريف التضخم الاقتصادي؟
ما هو التضخم الاقتصادي:هو الارتفاع المستمر والمُعمّم في أسعار السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض القوة الشرائية للنقود. يُقاس التضخم عادةً باستخدام مؤشر أسعار المستهلك (CPI)، الذي يرصد تغيرات أسعار سلة من السلع والخدمات الأساسية.
- أسباب التضخم الاقتصادي
تتعدد أسباب التضخم الاقتصادي، ومن أبرزها:
أ. تضخم جذب الطلب (Demand-Pull Inflation)
سبب التضخم الاقتصادي الأول يحدث عندما يزداد الطلب على السلع والخدمات بشكل يفوق قدرة العرض، مما يدفع الأسعار للارتفاع. من أسباب هذا النوع:
- زيادة الإنفاق الحكومي.
- ارتفاع الاستهلاك الخاص.
- التوسع في الإقراض المصرفي.
ب. تضخم دفع التكاليف (Cost-Push Inflation)
سبب التضخم الاقتصادي الثاني ينتج عن ارتفاع تكاليف الإنتاج، مثل:
- زيادة أسعار المواد الخام (مثل النفط).
- ارتفاع الأجور دون زيادة في الإنتاجية.
- الكوارث الطبيعية أو الحروب التي تعطل سلاسل التوريد.
ج. التضخم المستورد (Imported Inflation)
سبب التضخم الاقتصادي الثالث هو عندما ترتفع أسعار الواردات بسبب انخفاض قيمة العملة المحلية، مما يرفع تكلفة السلع المستوردة.
د. التضخم النقدي (Monetary Inflation)
سبب التضخم الاقتصادي الرابع يحدث عندما تطبع الحكومات النقود بكميات كبيرة دون تغطية إنتاجية، مما يزيد المعروض النقدي ويُضعف قيمة العملة.
آثار التضخم الاقتصادي
للتضخم آثار متعددة، بعضها إيجابي إذا كان معتدلاً، لكنه يصبح مدمراً إذا خرج عن السيطرة.
أ. الآثار السلبية
- انخفاض القوة الشرائية: يفقد المال قيمته، مما يقلل من قدرة الأسر على تلبية احتياجاتها الأساسية.
- تراجع الادخار والاستثمار: بسبب عدم اليقين الاقتصادي، يفضل الأفراد تحويل أموالهم إلى أصول ملموسة (مثل الذهب والعقارات) بدلاً من الادخار.
- اختلال ميزان المدفوعات: ارتفاع الأسعار المحلية يجعل الصادرات أقل تنافسية، مما يزيد العجز التجاري.
- تفاوت توزيع الدخل: يستفيد أصحاب الدخول المرنة (مثل المستثمرين) بينما يتضرر الموظفون ذوو الدخل الثابت.
ب. الآثار الإيجابية (في حالات محددة)
- تحفيز النمو: إذا كان التضخم معتدلاً، يشجع المنتجين على زيادة الإنتاج لتحقيق أرباح أعلى.
- تخفيف عبء الديون: لأن القيمة الحقيقية للديون تنخفض مع ارتفاع الأسعار.
أشكال التضخم الاقتصادي
- التضخم المعتدل (الزاحف): عندما ترتفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 2% إلى 5% سنوياً، وهو ضروري لتحفيز النمو الاقتصادي.
- التضخم الجامح (المفرط): عندما تتجاوز معدلات التضخم 50% شهرياً، مما يؤدي إلى انهيار العملة المحلية.
- التضخم المكبوت: عندما تتدخل الحكومات لتثبيت الأسعار رغم وجود ضغوط تضخمية.
وهكذا، نكون قد أنهينا التحدث عن تعريف التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره، والآن ننتقل إلى كيفية قياسه، حساب معدله، ووسائل الحد منه.
كيف يتم قياس التضخم؟
للإجابة عن سؤال “كيف يتم قياس التضخم“، فإن الجهات المعنية في الدولة تستخدم الأرقام القياسية نظراً للآثار السلبية المترتبة على التضخم، مثل:
- الرقم القياسي لأسعار المستهلكين (CPI) يُعد أحد أهم الأدوات لقياس التضخم، حيث يقيس التغير في أسعار سلة من السلع والخدمات التي يستهلكها الأفراد. تُحسب النسبة المئوية للتضخم من خلال مقارنة أسعار الفترة الحالية بفترة أساس محددة.
- خطوات حساب التضخم باستخدام CPI تحديد سلة سلع وخدمات تمثل استهلاك الأسر.
- رصد أسعارها خلال فترات زمنية.
- مقارنة التكلفة الإجمالية للسلة بين الفترات.
- حساب النسبة المئوية للتغير لتحديد معدل التضخم.
حساب مُعدّل التضخم الاقتصادي:
يُعبّر التضخم الاقتصادي عن نسبة مئوية تُظهر انخفاض قيمة العملة وارتفاع الأسعار. ويُحسب باستخدام القانون التالي:
مُعدّل التضخم الاقتصادي = (مستوى الأسعار العام في السنة الحالية – مستوى الأسعار العام في السنة السابقة) ÷ مستوى الأسعار العام في السنة السابقة × 100%
مثال: إذا بلغ مستوى الأسعار في عام 2017م إلى 500 دينار، بينما كان 450 دينارًا في عام 2016م، فإن: مُعدّل التضخم = (500 – 450) ÷ 450 × 100% = 11.11%
وسائل الحد من التضخم الاقتصادي
تستخدم الحكومات والبنوك المركزية عدة سياسات لمكافحة التضخم، منها:
أ. السياسة النقدية
- رفع أسعار الفائدة: لجعل الاقتراض أكثر تكلفة، مما يقلل الإنفاق والاستثمار.
- تقليل المعروض النقدي: عبر بيع السندات الحكومية أو زيادة نسبة الاحتياطي الإلزامي للمصارف.
ب. السياسة المالية
- زيادة الضرائب: لتقليل الإنفاق الاستهلاكي.
- خفض الإنفاق الحكومي: لتقليل الضغوط التضخمية.
ج. سياسات أخرى
- دعم الإنتاج المحلي: لزيادة العرض وتلبية الطلب.
- تثبيت أسعار السلع الأساسية: لحماية الفئات الضعيفة.
خاتمة: التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره
والآن، وبعد أن عرفنا التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره، فقد فهمنا أنه من أخطر الظواهر التي تواجه الأنظمة المالية حول العالم، حيث يُؤثر بشكل مباشر على مستوى معيشة الأفراد واستقرار الأسواق. ومن خلال تعريف التضخم الاقتصادي واسبابه واثاره، يتضح أن هذه الظاهرة تحتاج إلى سياسات حكيمة توازن بين التحكم في الأسعار وتحفيز النمو. كما أن فهم آثار التضخم الاقتصادي يساعد في وضع الحلول المناسبة للحد من تداعياته السلبية. لذلك، يجب على الحكومات والبنوك المركزية أن تعمل بشكل متواصل على مراقبة مؤشرات التضخم واتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني.
